الشيخ العلاوي - تفسير للآية (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ)

سئل رضي الله عنه عن قوله تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم عليه السلام (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا)
[البقرة:260]، قال السائل تشعرنا هاته الآية بأنّ سيدنا إبراهيم عليه السلام كان على غير اطمئنان من وجود النشأة الأخرويّة، ونظير هذا مخلّ بمقام النبوّة.

فأجابه قائلا إنّ سيدنا إبراهيم عليه السلام، كان يريد بسؤاله أن يربط منتهى إيمانه بمبدأ شهوده، وهو من السير في طريق الله عزّ وجلّ، وحقّنا أن نعتبر ذلك درسا لنا، حتى لا نقتصر على ما بأيدينا من الإيمان، وفي وسعنا أن نربطه بطرف من المشاهدة، لأنّ درجة الخبر أو الدليل لا تقوى قوّة المشاهد كيفما كان الحال، ومن ذلك قول سيدنا موسى عليه السلام (رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ) [الأعراف:142] والمحصّل مما قدمناه أنّه لا يحصل الاطمئنان في العقائد إلاّ إذا تعزّز جانبها بشيء من لوائح المشاهدة، والله أعلم.


المصدر: جريدة البلاغ الجزائري - تفسير الشيخ العلاوي للآية 260 من سورة البقرة (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ) , العدد 135 بتاريخ 19-09-1929.

تعليقات